بسبب البيروقراطية والرشوة
الجزائر تعجز عن جلب مستثمرين كبار لمشاريعها
ألغت الحكومة الجزائرية عددا من المناقصات الدولية التي أطلقتها في قطاعات عدة، وهذا لعدم تمكنها من جلب مستثمرين كبار ومؤسسات قادرة على إنجاز مشاريع من هذا الحجم· ما يؤكد فقدان المؤسسات الأجنبية الثقة في السوق الجزائرية·
في قطاع السكك الحديدية، على سبيل المثال، ألغت الحكومة عددا من المناقصات الدولية كمشروع بناء خط سكة حديدية جديد بين تفرت وحاسي مسعود على طول 180 كيلومتر، والذي تم الإعلان عن فشل المناقصة الخاصة به لعدم مشاركة أية مؤسسة في المناقصة، رغم أن المشروع قيمته ملايير الدولارات·
في نفس القطاع كذلك، تم إلغاء مناقصة أخرى من طرف الوكالة الوطنية لدراسة ومتابعة إنجاز الاستثمارات في قطاع السكك الحديدية، والتي كانت متعلقة باستشارة دولية حول كهربة الخطوط الحديدية الشمالية·
من جهتها، لم تتمكن وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة، حسبما نقله موقع ''كل شيء عن الجزائر''، من إيجاد مكتب دراسات يتكفل بوضع خطة لنزع وتنقية المفرغة العمومية بوادي السمار·
وحتى في قطاع البناء الذي يعد أحد القطاعات الأكثر حيوية بفعل وجود مشاريع ضخمة، على رأسها مشروع المليون سكن لرئيس الجمهورية، هناك العديد من المناقصات التي تم إلغاؤها، ما يضع مشاريع السكن خاصة مشروع بوتفليقة في خطر·
كل هذه المعطيات تؤكد أن الجزائر تعاني من نقص فادح في المؤسسات التي يمكن أن تستثمر فيها، وحتى التي تأتي للاستثمار في الجزائر كثيرا ما تكون مرفوقة برشاوى، وتقوم بعمل كل ما في وسعها لإبعاد المؤسسات المنافسة· وقد تسببت الحالة الحالية للسوق الجزائرية وتميزها بالبيروقراطية والرشوة في عزوف المستثمرين الأجانب عن المجيء·
بالإضافة إلى هذا، فإن أسعار الإنجاز التي تفرضها الدولة في قطاع البناء، على سبيل المثال، تبقى بعيدة جدا عن السعر الحقيقي، ما يفسر عزوف الأجانب عن المشاركة فيها ماعدا المستثمرين الصينيين الذين يقومون بتكسير الأسعار، مانعين بذلك المستثمرين الآخرين من منافستهم·
وحتى عندما تتمكن الحكومة من إتمام مناقصة عمومية دولية، فإن عدد المؤسسات التي تشارك لا يتعدى شركة واحدة، كما حدث مع المناقصة التي أطلقتها سونلغاز مؤخرا، والمتعلقة بإنجاز محطتين لتوليد الكهرباء بقوة 1200 ميغاوات لكل واحدة، لم يشارك فيها سوى المجمع الفرنسي ''الستوم'' وتم منحه الصفقة بـ 4 ملايير دولار· وقد حامت شكوك عديدة عن الكيفية التي تمت بها الصفقة خاصة وأن المجمع الفرنسي تم اتهامه بدفع الشركات الأخرى لعدم المشاركة· بالإضافة إلى هذا، فإن المجمع التركي الصيني الذي فاز بصفقة إنجاز سكة حديدية بين الثنية وبرج بوعريريج والتي قدرت قيمتها بـ 1.7 مليار أورو كان الوحيد الذي شارك في المناقصة.
مصدر الخبر اليومي