سوناطراك تعتمد سياسة جديدة مع شركائها الإسبان

سوناطراك تعتمد سياسة جديدة مع شركائها الإسبان Img-ombre-haut-droit

سوناطراك تعتمد سياسة جديدة مع شركائها الإسبان Img-ombre-bas-gauche

سوناطراك تعتمد سياسة جديدة مع شركائها الإسبان Img-ombre-bas-droit

تزامن قرار مجموعة سوناطراك بفسخ العقد الذي يربطها مع المجموعتين البتروليتين الإسبانيتين ريسبول وغاز ناتورال، في مشروع ''قاسي طويل''، مع تناقل وسائل الإعلام العالمية لخبر رغبة سوناطراك في شراء مجموع الأسهم التي يملكها البنك الإسباني ''بانكو سنتاندار سانترال هيسبانو'' في المجموعة البيتروكيماوية العمومية ''سيبسا''.
تعادل نسبة هذه الأسهم 30.7 في المائة من مجموع رأسمال مجموعة ''سيبسا'' التي تملك فيها الشركة الفرنسية طوطال 48.8 في المائة من الأسهم. وقدّرت القيمة المالية للأسهم التي تريد سوناطراك شراءها يوم نشر الخبر، الأربعاء الماضي، 5.8 مليار أورو. وتعتبر هذه العملية استراتيجية بالنسبة لسوناطراك، بحكم كونها شريكة مع المجموعة الإسبانية سيبسا في مشروع ''ميدغاز''، حيث كانت تملك 20 في المائة من أسهم ''ميدغاز'' حين انطلاقه سنة .2000 وهو المشروع الذي صارت فيه سوناطراك المساهم الرئيسي بعد أن اشترت أسهم كل من بريتيش بتروليوم، 12 في المائة، و طوطال فينا 12 في المائة أيضا، بعد انسحابهما سنة .2006 ويعتبر هذا المشروع من أكثر المشاريع الغازية الذي سبب متاعب للجزائر مع شركائها الأوروبيين، حيث اضطرت سوناطراك إلى اللجوء إلى المحاكم الإسبانية لتأكيد حقها في تسويق حصتها من الغاز الذي يتم نقله عن طريق أنابيب ميدغاز. هذا المشروع الذي كان من المنتظر أن يكون عمليا مع بداية سنة 2008، سيعرف بعض التأخر، بسبب الإشكالات التي طرحت هذه السنة، في موضوع التسويق في إسبانيا. حيث أنه من المنتظر أن تصل 8 ملايير متر مكعب من الغاز الطبيعي، من ميناء بني صاف بولاية عين تموشنت الجزائرية إلى ميناء ألميريا الإسباني. ومنه إلى المركبات الغازية في منطقة إلباسيت بإسبانيا. وهو المشروع القابل للتوسيع عن طريق مد أنابيب توصيل نحو التراب الفرنسي. كما أن طاقته الإنتاجية وفي مجال النقل قابل للارتفاع إلى 16 مليار متر مكعب في السنة. ومقابل هذا يعرف مشروع ''قاسي طويل المندمج'' الذي تشرف عليه الشركة التي تأسست في الجزائر ''الأندلس أل أن جي''، مشاكل متعددة. وهي المشاكل التي طرأت منذ الانطلاق في إنجازه. ويعتبر المتتبعون انتهاءه بفسخ سوناطراك لعقدها مع شريكيها الإسبانيين ريسبول وغاز ناتورال بالمنطقي. حيث أنه لوحظ في الميدان أن الشريكين الإسبانيين لم ينقلا خبرة ولا تكنولوجيا خاصة لإنجاز مركب التكرير في المنطقة الصناعية بأرزيو، ولا عملية تنصيب أنابيب النقل من قاسي طويل و رورد النوس. حيث لجأت إلى المناولة مع العديد من الشركات العالمية في مجال الإنجاز، خاصة الشركات الأمريكية، التي اشتغلت معها الشركتان الإسبانيتان في المشاريع التي كانت تشرف عليها في أمريكا اللاتينية. ولقد تسبب عدم وضع الإمكانيات اللازمة في تأخر الإنجاز. حيث أنه من غير الممكن أن ينطلق تصدير الغاز نحو السوق الأمريكية، قبل سنة 2011، في حين أنه كان من المفروض أن يبدأ التصدير سنة .2009 وبهذا التأخر تكون سوناطراك قد فقدت إمكانية تصدير ما يفوق 10 ملايير متر مكعب من الغاز. بسبب هذا التأخر. وإذا كانت الجهات الإسبانية قد وصفت فسخ سوناطراك لعقدها مع ريبسول وغاز ناتورال بـ''الخطوة السياسية''، فإن الجانب الجزائري اعتبرها مسألة تجارية بحتة، أي أن سوناطراك تريد حقها من مداخيل الغاز المصدّر نحو إسبانيا ''كاملا''.

شكرا لك