انتحاري ينفذ هجوما على ثكنة عسكرية جزائرية

هز انفجار انتحاري ثكنة للحرس الجمهوري ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة الجزائرية مساء يوم 4
يونيو الجاري بالتوازي مع تفجير آخر بمقهى مجاور، فتسببا في سقوط عدد من
الضحايا وإلحاق أضرار مادية. وقال شهود عيان إن شابا انتحاريا كان مزودا
بحزام ناسف حاول الاقتراب من ثكنة للحرس الجمهوري التي تقع غير بعيد عن
شاطئ ماطاريس في الساعة الرابعة ظهرا وفجر نفسه على بعد أمتار من الثكنة
بعدما تفطن الحراس له وأطلقوا عليه النار. وخلف الانفجار الثاني الموازي
على مقربة من الثكنة إصابات خفيفة.
وبعدها بلحظات، انفجرت
قنبلة يدوية الصنع في مقهى تاماريس، ثم شوهد رجل يهرع نحو الثكنة العسكرية
قبل أن يفجر حزامه الناسف قرب البوابة حسبما أفادته الخبر.
وقال
مصطفى لهبيري مدير الدفاع المدني الجزائري في تصريح للصحافيين بمكان وقوع
الانفجارين إن انتحاريا حاول الاقتراب من ثكنة الحرس الجمهوري مستغلا حالة
الخوف والارتباك التي وقعت في محيط المقهى ليتسلل إلى الثكنة لكن يقظة
الحراس حالت دون أن يصل إلى هدفه.
وعقب التفجيرين مباشرة، هرعت مصالح الشرطة والدفاع المدني لإسعاف الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى البلدة لتلقي الإسعافات الأولية.
وتضاربت
الأنباء حول عدد الجرحى ففي الوقت الذي أعلنت فيه الوطن أن الحادث خلف
مقتل حرسين من الحرس الجمهوري خارج الثكنة قالت وكالة الأنباء الفرنسية
استنادا إلى مصادر أمنية أن الانفجار خلف مقتل الانتحاري وجرح 6 أشخاص.
وأوضح
لهبيري الذي انتقل سريعا إلى المكان أن الانفجار الذي استهدف المقهى كان
ضعيف المفعول الشيء الذي لم يتسبب في خسائر بشرية أو مادية حتى أن جدران
المقهى والمباني المجاورة لم تتأثر بفعل الانفجار.
وقامت
مصالح الدفاع المدني بتجميع الأشلاء المتناثرة للانتحاري حيث كان رأسه
وإحدى ذراعيه معلقا في إحدى الأشجار بعد أن تطايرا بفعل شدة انفجار الحزام
الناسف.
وطوقت قوات الأمن المكان ومنعت الصحافيين من الوصول إلى مكان العملية.
ولم
تتبن أية جهة العملية، لكن متتبعين للشأن الأمني يرون في الانفجارين أسلوب
تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتعد هذه ثان مرة ينفذ فيها تنظيم
القاعدة عملية بحزام ناسف بعد تلك التي استهدفت الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة في 6 سبتمبر من العام الماضي بولاية باتنة حين كان يقوم بزيارة للولاية وخلفت مقتل 41 شخصا وجرح 75 آخرين.
وفاجأ
الانفجاران أكثر من راصد أمني، حيث وقعا بعد هدوء نسبي امتد منذ نهاية
يناير الماضي تاريخ تنفيذ عملية انتحارية ضد مقر للشرطة ببلدة الثنية
ببومرداس خلف مقتل 3 من عناصر الأمن.
وقال
متتبعون للشأن الأمني في الجزائر أن الانفجارين يعكسان فشل عناصر تنظيم
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في تنفيذ عمليات لها صدى إعلامي كما
يسعون إلى تحقيقه. وارجعوا ذلك إلى يقظة مصالح الأمن التي أصبحت تطبق
الإجراءات الأمنية الرامية إلى مواجهة العمليات الانتحارية بكل صرامة.
وقال
حميد ياسين المختص في الشأن الأمني في الجزائر إن العملية الإرهابية ببلدة
برج الكيفان جاءت بعد تسجيل هدوء نسبي في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى
وهذا ما يقدم لنا احتمالين: الأول أن تنظيم القاعدة كان يتحين الفرص
ويترصد تراخي قوات الأمن لتنفيذ عملية كبيرة تحقق له صدى إعلامي،
والاحتمال الثاني وهو أن الفترة الطويلة التي مرت دون أن يتمكن التنظيم من
تنفيذ أية عملية تؤكد أنه أصبح يجد صعوبة في القيام بهجمات انتحارية أو من
خلال وضع قنابل.واعتبر ياسين أن الاحتمال الثاني هو الأقوى.
وقال "إن
العملية لم تتم بسيارة مفخخة بسبب الإجراءات الصارمة المطبقة من طرف قوات
الأمن. وعليه، فقد لجأ التنظيم إلى أسلوب الحزام الناسف وهو أسلوب تكون
نتائجه في الغالب أقل ضررا".
وقالت افتتاحية الوطن في عددها الصادر يوم 5 يونيو "بالطبع الإرهابيون يعانون الحصار ولا يستطيعون استخدام السيارات المفخخة" .
و"لكن
المؤكد هو أن قوات الأمن كانت لديها معلومات حول احتمالية حدوث هجمات في
العاصمة خلال الأسبوع الذي سبق ذكرى "11"" بحسب الصحيفة. وأضاف المقال
"وهذا يمثل أهمية آليات الأمن التي تم تطبيقها منذ الثلاثاء بشأن مداخل
العاصمة".

شكرا على المستجدات

لا شكر على واجب